جمال البدري
وما رميت إذْ رميت
سهما طائشا…
بل بشهب الله رميت
قذفا ماحقـا…
فتساقطت نيازك السّماء
كسفا حارقا…
ذات جناح أحمـر؛
وغرابيــب ســـود؛
كصقـــر أجـــــدل؛
خـــرّ على حبــارى
هابطـا صارخا…
فتهاوت في تابوت.
٭ ٭ ٭
لقد أبيت ثمّ أبيت…
وما قد
علي جعفر العلاق
منذ
قامت قيامتنا ..
مذ تأوّهَ شـيخٌ على ما مضى
أو بكتْ شجرةْ ..
مذ بنينا الى الله برجـاً
ولكننا لم نـرهْ ..
منذُ منذُ ..
ومنذُ الى كـم ..
وحتى متى ..
والى أين نمضي ..؟
وهـذي الجمـوعُ تدوسُ
على بعضها ،
كي
ترى
القنطرةْ ..
شاعر عراقي
أشرف قاسم
ـ هذا قرارك؟
أن نودع بعضنا بعضاً؟
ـ نعم
هذا قراري
ـ فلحتفل بوداعنا
فلحتفل بهزيمة نكراء
ترسم لوحة لضياع أحلام
الصغار!
ـ سأظل أذكر حبنا ..
ـ سأظل أذكر أن هذا الحب آذاني
وعجل بانكساري!!
دع لي الدموع أبثها ما في الفؤاد
من المرارة والخسارة
والدمار
تتشكل الآن الهزيمة كادرات
من
موفّق الحجار
برندا
هناك على شرفة في الذاكرة
رجلٌ يقصُّ الورقَ الميّتَ من زَرِيعته
لا تعرفُ الشُرفةُ أنّها خيالٌ
ولا الرجلُ أنّه لحظة
ولكنّ الزرِيعةَ
تُدرِكُ أنّها ميّتةٌ
منذ زمنٍ مديد.
■ ■ ■
كَنَبَةٌ حمراءُ في داريّا
1
اشتريت ممحاةً، وبدأت منذ يومْ
أمحو كلَّ ما كتبتُ من قبل
واشتريتُ
عمر أبو الهيجاء
مثلُ ذِئبةٍ
دَاخِلي تَعوي
وأنا طَيرُ الهَوى الجريحْ
قُلتُ: أنا الريحْ
أحدق في الليل
وذئبة القلب وحيدة
تقود بأصابع مبتورة أوركسترا الرحيل
عزفتها أبتهل العيون
العيون التي أراني فيها
وأمعن بالأسئلة
أي عواء أخذني لدمي؟
هي ذئبة التجلي
تؤمن بأني انتصرت
لقرار الشمس
لم أحاور
علي شمس الدين
عبورٌ
نَمْ هناك
مُتمدِّداً،
كالعتْمِ في أُمسيةٍ
كالكلمةِ في ملامةٍ
كالعنقِ في طرْفِ العينِ،
نَمْ هناك
منتهياً كأغنيةٍ
من الأناشيدِ إيّاها
كلسانٍ ينسحبُ بين الشفتين
نَمْ هناك
كعُطلٍ بين زمنين
كرواسِبَ بين الرّحى
كعينٍ وحيدةٍ مع ضوءِ الشارع
نَمْ واسترحْ
الغبارُ سيرسُم ا
علي صلاح بلداوي
قديمًا، بالأمس أو قبل قليل
لكلِّ مولودٍ في هذه اللحظةِ
نُكتةٌ يُضحِكُه بها الملاكُ الذي هَيَّأَ سريره،
لكلِّ مولودٍ حجارته التي تنتحرُ في أظفره
وثيابه الملطَّخةِ بالثارات وشتائم الغرباء وبَصَمات العائلة.
لكلِّ صارخٍ لأوَّلِ مرَّةٍ في الوجود هذه اللحظة
دَغْلُهُ الذي يَلوكه را
عاشور الطويبي
لا تقِف هناك، فقط اتبع حدسك القديم.
هل جلبتَ حصانك؟
قريباً يصلُ إلى ربوة الزيتون.
هل تتذكّر الآن مَن سرق بيتك؟
أهذا هو، الطائر الذي يتبعك أبداً؟
لا تخف، دعه يحلّق ما شاء له،
سيعود إلى مكانه فوق الكثيب!
■
تنهض دقّاقات الأبواب من سباتها.
تمضي إلى زقاقٍ لاطمٍ،
تسحب من نافذة ا
كريم ناصر
كأنّك تنفث سمّاً
يا سارقَ البلّورِ
كأنّكَ تنفثُ سمّاً لتملأَ رئتي،
لولاك لما ذعرَ رضيعٌ من قذيفةٍ فلقتْ رأسه،
يا سارقَ أرضي وقميص أخي من غرفةِ المخزنِ
والطاووس من الحديقة،
إنّك تريدُ أن تتباهى بالذبحِ وتكزَّ على أسنانك.
أشواك النجوم
لا تنهبني ريحٌ تهبُّ من بريّةٍ ومن ثُكْنَةٍ وم
عبد الجواد العوفير
حركة صغيرة
عن هذه الحركة الصغيرة أتحدّث
حركة تأخد شكل الغرفة،
حركة في الهواء لهشِّ الأفكار السيّئة،
حركة لهَرْش الرأس
لِطرد كوابيس طويلة،
أو لإلقاء تحيّة على حشرة
تصعد الحائط بثقة.
هذه الحركة الصغيرة
التي نفعلها كلّنا تحت مطر كثيف،
أو في عناق طويل،
أو في مكان مُظلِم