كلّما همَمتُ بكتابة قصيدة يستعيرون حنجرتي

محمد الأمين الكرخي شذرة على مشارف القدس كنتُ وامرأة بغدادية، أصلها من قزوين، أُحدّق بالقباب والأبراج وتحليقة شحرور شاهقةٍ كانت أنفاسَ القمح.  ■ ■ ■ نصّ  تنمو ظلالهم في الأذهان، أولئك الذين هُجِّروا من أوطانهم، إليهم تنتمي أحلامي، يستعيرون الحنجرة كلّما همَمْتُ بكتابة القصيدة، صلد


فلسطين بصيغة المتكلم… أرض الرباط وملتقى الحضارات

الحسام محيي الدين قبل «الطوفان» كانت فلسطين تروى بصيغة الغائب. خمس وسبعون عاماً من النضال بالمال والنفس، كانت فيها الخيبات أضعاف الانتصارات، وها هي بعد الطوفان تطلّ بصيغة المتكلم، العاقد العزم في مواجهة الأوباش والأخلاط من سفلة صهاينة أهل الأرض الذين خرّبوها لاجئين ومستوطنين تشويهاً و


يومٌ له ما بعده

عبد يغوث ثمة أحداث في التاريخ تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في أثرها ودلالاتها، وما يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا من هذه النوعية من الأيام، إذ أنه ليس يوما فاصلا في تاريخ فلسطين والعرب والأديان السماوية فحسب، بل – من غير مبالغة – هو يوم فاصل في تاريخ الإنسانية المعاصر


قوافل تشرين نحو السماء

مريم الشكيلية وصلتني رسالتك بعد انتظارك لحرفي كل هذا الوقت، وفي هذا الزحام المكتظ بالأحداث المرهقة.. كيف أشرح لك صمت قلمي في ظل هذا الهطول المتواصل للبكاء والنزيف، وكأن تشرين كان على موعد مع الخراب في تلك البقعة البعيدة من الحياة؟ كيف أشرح لك عجز حرف محبرتي من أن يأتي بسطر ينتشل الأمل من بين أنقا


من وحي المقاومة: العقل البضائعي عربيّاً

خليل النعيمي أريد أن أفكّر بصوت عالٍ، فالوجود لا يعبّر عنه الصمت وإنما الكلام. لا يصنعه السكون وإنما الحركة. الحركة، هي الأخرى، كلام في قارة الصمت اللامتناهية. أريد أن أقول ما لا يقوله الآخرون، أو ما أحسّه كذلك، ما لا يقولونه عَلَناً، على الأقل، ما لا سَنَدَ مادياً له، لكن ما يؤكِّده التاريخ. وال


لا أنصح به أحداً

قاسم حداد لم يعد الرمز مفيداً. ولم يعد الشعر. لا أنصح أحداً به. لم أمت بعد.. لستُ يائساً. أنا اليأس شخصياً. أحلامي محطمة، تتحطم أمامي. سياسياً لا أثق بمنظمة (حماس). مع الشعب الفلسطيني بلا تردد. الأهل في غزة يقتلونني ويقتلون رموزي وهم يموتون. لا يستخدمون الرمز، لا يموتون رمزياً. إنهم يموتون ب


حانت ساعة الحقيقة

باسم النبريص لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ منذ أن وُجد بعض المثقفين العرب على أرض القرن العشرين، كي ينظروا حولهم، فيقارنوا بين هنا وهناك، ليَشقوا فقط ويعانوا. ثم مرّ وقتٌ أقلّ كي يظنّوا أنفسهم تطوّروا واستوعبوا تعقيدات الحقيقة خارج كيانهم الوطني. وعليه راحوا يكتبون عن العدو بطريقة ملائمة، وبنوايا مُبهمة وب


في مديح طوفان الأقصى

صالح لبريني كانت الأرض منذ البدء، والمواويل تسرّح غيمات الفرح على الربوع والسهول، وتحرس البراري من لعنة الذئاب، هنا كان القمر يغنّي وشجر الزيتون يرقص وأطياف الأنهار تمرّ موسيقى في القصب، وكانت الشعاب تمرح مع الوعول والأيائل في سكينة أبدية وهدنة أزلية، كانت الأسوار لا تخون أنفاس الرجال والجبال، تر


فلتشهد الأمة أننا غضبنا

غدا سيقول بعض أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، كما يقولون كل يوم، فَرَّ الفلسطينيون وفرطوا في أرضهم! فلتشهد الأمة كلها، إن كان فيها نزر من همة أو رعشة من حمية حتى للشهادة بأضعف الإيمان، أن الفلسطينيين نفروا وتقدموا نحو عدوهم وسطروا التاريخ بدمائهم. غدا سيقول المتعاقلون من أبناء جلدتنا، وما


copy paste / نسخ ولصق

بدر الشيدي ذهبت إلى السوق قاصداً حانوتا أعرف صاحبه منذ سنوات، كنت أشتري منه بعض ما نحتاجه للبيت. هذا الحانوت يملكه أحد المواطنين الشباب الذي يشق طريقه المستقبلي بالاعتماد على نفسه، ملبياً في ذلك رغبة تتنازعه منذ الصغر بأن يكون أحد رجال الأعمال. رغم أن الحانوت ليس من تلك المحلات التجارية الحديثة،


هذا هو اسمكَ…هذا هو اسمي..

علي حسن الفواز إلى أدونيس الذي أشبهه منذ أن أغوى رأسَه بـ«العصفِ» حتى أطلق ساقيه لريحِ المعنى، كان اسمه يُكدّسُ الأساطير، ويمنح «دم الذبيحة» سحرَه المقدّس، لذا ظلّ مكشوفا للأخطاء والعابرين، وصنّاع الحرائق الصغيرة.. الاسمُ مفتتحٌ للمعنى أو للذبحِ، أو للغواية، يكشفُ لن


أيّامُ حمّى في بورصة

محمود الحاج منذ أيّام وأنا أشمّ رائحة حديد. حديدٌ صدئٌ تارةً، وتارةً مغمّسٌ بالوحل، أو بمادّة لا أعرفها لكنّها تستحضر في بالي الغاب والتراب اللّزج. أخرجُ إلى السوق وأرى كلّ ما تعطيه الأرض لبائعي الخضرة في هذه البقعة من بورصة: جانِرك وبندورة وتين وخيار وفليفلة ودرّاق وكرز وكرّاث وفاصوليا بيضاء زه


كلُّ ما عليَّ فعلُه أن أعتني بزهرتي

محمد صالح علاء 1 حبيبتي، من بين جميع أوراق الخريف أنتِ فقط ستبقين خضراء؛ وعلى حدّ تعبير سنت اكزوبيري: أنتِ أجملُ زهرةٍ في العالَم، لأنّك أنت زهرتي الحمراء. أنت زهرتي الجميلة الوحيدة ولن أختار زهرةً من بين الأزهار الأُخرى، لأنّني اخترتُ من قبلُ أجمل زهرةٍ في العالم. الآن كلُّ ما عليَّ فعلُه أن أع


صاحب القلم

هارون الصبيحي مشهور سالم عبد الحق، هذا اسمي، ولدت في هذا الوطن وحيداً لأبوين، كان أبي موظفاً في وزارة الثقافة، كان كاتباً ومثقفاً حقيقياً صاحب رأي وموقف وفعل، في بيتنا مكتبة كبيرة فيها مئات الكتب، أحببت القراءة مذ كنت طفلاً، كنت أقرأ كل القصص التي يشتريها أبي لي، وكان يناقشني أحياناً في مضمونها،


الكتابة في الأزرق والأخضر

قاسم حداد منذ اعتدت على الكتابة في الريف الألماني، اعتدت على شتاء الغابات التي لن تشعر بها مثلما في أوروبا. كانت البداية في بيت هاينريش بول عام 2013، كان شتاء كثير الثلوج، وهذا يجعلك. تستهلك الكثير من النبيذ الأحمر، وكنت وقتها أكثر في وجباتي المسائية من اللحم، الذي يتطلب حمرة النبيذ. ٭ ٭ ٭ كان


المكان

رنا الصيفي أصل قبله.. عصير الليمون الحامض يفي بالانتظار. ماذا لو؟ هامشُ ممكنٍ أتركه مفتوحا على احتمالاتٍ مثل «حدسك يتوهّم»… «قد يكون مختلفا»… «إعطِ نفسك فرصة». لكنني أمقت الاحتمالات.. لا يقين فيها. لا بدّ مع ذلك من أن أجتنب «التهوّر، والس


العبور

مريم الشكيلية في الحقيقة إنني أحيانا أخرج من رتابة الورق والأحرف الكتابية التي أتسكع في شوارعها كلما أصبحت مؤثثة بالكلمات.. أجر نفسي من بين تلك السطور الضوئية التي تبدو في الغالب مزدحمة بكل شيء.. عندما أخرج إلى الواقع الحقيقي أعود تلك المرأة التي تكون أكثر هشاشة من الداخل، إنني أعود إلى أول السطر


فساد الكلمات

خليل النعيمي عصر الاضطراب العربي الجديد هو الذي ساهم في تفشّي ظاهرة «فساد الكلمات» وانتشارها الواسع. وعندما تفسد الكلمات يفسد كل شيء: الحب والصداقة والأدب والمنطق والتصوّرات الأخرى والسلطة ومعارضتها والثورة عليها، أيضاً. كل شيء يغدو فاسداً وغَثيثاً عندما يسود الانحطاط. وفي وضع كهذا ا








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي