هآرتس: هل ستكتفي إسرائيل بـ "نجاح دفاعاتها الجوية" وتذعن لـ"الفيتو الأمريكي"؟  

2024-04-16

 

جولة اللكمات الحالية التي هاجمت إيران فيها إسرائيل للمرة الأولى بشكل مباشر، بدأت في 1 نيسان بسبب عملية التصفية التي نسبت لإسرائيل في دمشق (أ ف ب)الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل بواسطة مئات المسيرات والصواريخ المجنحة والبالستية انتهى فجر الأحد بأضرار هامشية جداً. كان هذا بفضل قدرة عملياتية كبيرة لسلاح الجو، وبفضل تعاون وثيق مع الولايات المتحدة ودول صديقة أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا. إسرائيل، التي تحظى بلحظة نادرة من دعم دولي كاسح، تتردد الآن في طبيعة ردها. يستخدم الرئيس الأمريكي ضغطاً كبيراً على نتنياهو للامتناع عن هجوم جوي في إيران. هذا الهجوم قد يدخل حزب الله إلى الصورة بشكل كامل، ويقرب الطرفين من حرب إقليمية شاملة.

جولة اللكمات الحالية التي هاجمت إيران فيها إسرائيل للمرة الأولى بشكل مباشر، بدأت في 1 نيسان بسبب عملية التصفية التي نسبت لإسرائيل في دمشق. في 7 أكتوبر، عندما هبت حماس لتنفيذ المذبحة في الغلاف، اعتمد رئيسها في القطاع السنوار على سيناريو ينضم فيه الشركاء في المحور الراديكالي، وعلى رأسهم إيران وحزب الله، إلى الهجوم المفاجئ على إسرائيل. امتنع السنوار بشكل متعمد عن تنسيق موعد الهجوم، واكتشف بأن الشركاء غير متحمسين للانضمام إليه بدون التنسيق المسبق معهم. حصر حزب الله نفسه في إطلاق النار على الجليل، واختارت إيران كالعادة البقاء وراء الكواليس.

في الأشهر الأخيرة، تطور إحباط كبير إزاء شعور بأن إيران محصنة من الإصابة في الوقت الذي تشغل فيه الإرهاب كما تريد بواسطة المبعوثين، وتهتم بتسليح أصدقائها في محور المقاومة. كان هذا خلفية تركيز الهجمات على رجال حرس الثورة في سوريا، التي كانت ذروتها في الأول من الشهر الحالي تصفية الجنرال مهداوي. ولكن إسرائيل اعتقدت أن ما كان هو ما سيكون، وافترضت أن إيران ستكتفي برد محدود على تصفيته هو وستة من رجاله. وخلال بضعة أيام تراكمت علامات على نية إيران القيام هذه المرة برد من أراضيها على الأراضي الإسرائيلية. لم تكن بحاجة إلى عملية جمع معلومات خاصة، فالمرشد الأعلى عليّ خامنئي قال ذلك بنفسه وبشكل علني ثلاث مرات. وأكد الإيرانيون على حقيقة أن المبنى الذي هوجم قرب السفارة الإيرانية في دمشق استخدم كقنصلية. لذا، تم تفجير منطقة تحت سيادتهم، وفق ادعائهم.

هنا بدأت استعدادات متشعبة، مع استغلال بنية استراتيجية بنيت بعناية في السنوات الثلاث الأخيرة. الإدارة الأمريكية، بتنسيق وثيق مع إسرائيل، دفعت قدماً بخطة لإقامة منظومة دفاع جوية أمام الصواريخ والمسيرات، وبالتعاون مع دول أوروبية وعدد من الدول العربية المعتدلة في المنطقة. اعتمدت المنظومة على شبكة معقدة من وسائل الكشف (الحساسات) التي نشرت في عدة دول. وساهمت إسرائيل بقدرة متطورة جداً للكشف والاعتراض بواسطة منظوماتها متعددة الطبقات. وساهم الشركاء في البداية بتقديم الرادارات، التي تم نشرها قرب الحدود الإيرانية.

خلال نصف سنة من الحرب، ظهرت بادرات أولية لنشاطات الحلف الدفاعي الجوي الإقليمي (الذي سماه الأمريكيون ام.إي.ايه.دي). تم جني الثمار بالكامل هذه الليلة. أطلق الإيرانيون أكثر من 300 صاروخ ومسيرة من كل الأنواع، لكن نجاحهم كان قليلاً. سقطت بضعة صواريخ بالستية في مناطق مفتوحة، بالأساس في النقب. أصيبت طفلة عمرها 7 سنوات من قرية بدوية. وثمة أضرار لحقت أيضاً بقاعدة لسلاح الجو في الجنوب، قاعدة “نفاتيم”. أما الأسلحة الأخرى التي أطلقت على إسرائيل فتم اعتراضها، 99 في المئة منها. جزء كبير سقط أسقط حدود إسرائيل، في سماء الأردن والعراق (الذي عمل فيه الأمريكيون).

لا يمكن التقليل من أهمية نتيجة المواجهة الليلية. هذا إنجاز وبحق لم يكن مثله في تاريخ الحرب عندما قامت إسرائيل بمساعدة الأصدقاء بإسقاط ورقة إيران الرئيسية وشركائها في المحور: الصواريخ والمسيرات. اعتراضات “حيتس” المثيرة أثارت اهتماماً كبيراً، لكن الطيارين الأمريكيين والإسرائيليين أسقطوا مئات الصواريخ المجنحة والمسيرات.

يمكن التقدير بأن خيبة أمل طهران من النتائج العملياتية للمواجهة كانت كاملة. نية إيران، كما قدرت مسبقاً، كانت التركيز على هدف عسكري. يبدو أن الإيرانيين قصدوا تدمير قاعدة “نفاتيم” تماماً، بما في ذلك طائرات اف35 المتقدمة التي تهبط فيه، والتي هي درة تاج المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل. لكن كل ذلك لم يتحقق أي شيء منه.

 

 عاموس هرئيل

هآرتس 15/4/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي