هآرتس: الولايات المتحدة.. الدولة الوحيدة في العالم التي تعارض حل الدولتين  

2024-04-26

 

الرسالة الأهم التي يجب على الولايات المتحدة أن ترسلها لإسرائيل هي أن إقامة الدولة الفلسطينية أو عدم إقامتها هي أمر لا يخضع لقرارنا (أ ف ب)الدولة الوحيدة التي ما زالت تمنع حل الدولتين هي الولايات المتحدة، التي استخدمت مؤخراً الفيتو ضد مشروع قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن. أي تفويت للفرصة هذا! أي دفعة عظيمة نحو الاتجاه الصحيح – العودة إلى الدبلوماسية – كان يمكن للعالم أن يعطيها للإسرائيليين والفلسطينيين لولا الفيتو الأمريكي.

“أي خطوات سابقة لأوانها… لن تحقق للفلسطينيين الاعتراف بهم كدولة”، قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكي. هل هذا صحيح؟ بعد بضع سنوات نقول للفلسطينيين “حتى الآن لا”، والنظر في المرآة. نائب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة أوضح بأن “قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة يجب أن يكون نتيجة المفاوضات مع إسرائيل. وأي أمر سيشوش على ذلك، سيؤجل حل الدولتين الذي نريده جميعاً”. يكفي أن نسمع هذه الأقوال من سفيرنا الصبياني في الأمم المتحدة، جلعاد اردان، هنيئاً له أنه نجح في كبت الابتسامة عندما حذر مجلس الأمن من المصادقة على مشروع القرار بحجة أنه سيضر بفرص الحوار مع الفلسطينيين في المستقبل. ولكن ماذا عن الأمريكيين؟ كفى، هذه هراءات. يجب أن تبقى في عالم ما قبل 7 أكتوبر مع كل الأكاذيب التي أمتعنا بها الفلسطينيين.

الرسالة الأهم التي يجب على الولايات المتحدة أن ترسلها لإسرائيل هي أن إقامة الدولة الفلسطينية أو عدم إقامتها هي أمر لا يخضع لقرارنا، حتى لو قررنا ذلك بشكل “ديمقراطي”، أي من خلال التصويت في الكنيست أو من خلال استفتاء شعبي. يجب على أصدقائنا الأمريكيين تعديل الرؤية المشوشة في إسرائيل، التي تقول بأن أغلبية ديمقراطية تعطي شرعية لكل شيء، والتوضيح لنا بأن الإجماع اليهودي غير كاف لكي يقرر بأنه لا دولة للفلسطينيين.

العقوبات التي تفرضها أوروبا وأمريكا على اليمين المتطرف في إسرائيل ممتازة ومهمة، لأنها ترسم حدود الشرعية لإسرائيل. كانت نوعا لنداو على حق عندما قالت إن العقوبات قد تعمق إقصاء التيار العام في إسرائيل، الذي “لو اختفت هذه الظواهر المتطرفة من حياتنا ستعود إسرائيل ديمقراطية – ليبرالية فاخرة” (“هآرتس”، 24/4)، في الوقت الذي فيه الاحتلال والمستوطنات هي مشروع حياة إسرائيل كلها.

لذا، ولكيلا يعود التيار العام في إسرائيل إلى حضن الإقصاء، يجب إضافة اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. العقوبات ستضع الحدود لمعايير إسرائيل، والاعتراف سيوجه الإسرائيليين نحو الحل الوحيد الذي يحصل على الشرعية الدولية، أي حل الدولتين.

الاعتراف أحادي الجانب ستكون له عدة أهداف؛ فهو سيوضح للإسرائيليين أن هذا ليس قرارهم، وسيحررهم من وهم الاختيار وعبئه (أن نعطي أو لا نعطي)، وسيلزم الحوار السياسي بالعودة إلى الانشغال بحل النزاع بعد سنوات طويلة انشغل فيها بكل المواضيع، باستثناء الاحتلال، وسيدفع التيار العام نحو العودة إلى حل الدولتين بدون الاعتذار وبدون خوف. الاعتراف سيحتاج إلى مناقشة كيف، وليس مناقشة ماذا. ماذا ستكون الحقيقة المسلم بها: دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. أي دولة بالضبط؟ ما حدودها؟ ما طبيعة العلاقات معها؟ ستتركز المفاوضات بين الطرفين حول كل ذلك، ولكن لن يكون شك حول الهدف النهائي.

قرر العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كان هذا في 29 تشرين الثاني 1947 عندما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على “خطة التقسيم”. صحيح أن العرب لم يوافقوا في حينه على ذلك، وتدفقت مياه كثيرة في النهر، وسفكت دماء كثيرة بين النهر والبحر. الحدود الأهم الآن هي حدود 1967. مع ذلك، جلب ذاك القرار إلى العالم دولة إسرائيل. وقد حان الوقت لإنجاب توأمها.

 

كارولينا ليندسمان

هآرتس 26/4/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي