تعرف عليه.. تدريب يجنبك مضاعفات العمليات الجراحية

لا شك أن العمليات الجراحية من الأمور التي تنطوي على كثير من المتاعب ويترتب عليها بعض المضاعفات، سواء الجسدية أو النفسية، وهو ما يشكل بعض الضغوط عند إجرائها.

وبينما يتحضر البعض لتلك الجراحات قبلها بأسابيع، فإنهم يشعرون في غضون ذلك ببعض القلق والتوتر، لاسيما مع قرب موعد العملية، لهذا ينصح في مثل هذه الحالات بضرورة المواظبة على تناول الأدوية المحددة والاستمرار في المتابعة مع الطبيب المختص لحين موعد الجراحة.

وكذلك ينصح بالتوقف عن التدخين حال كان المريض من المدخنين والاهتمام بتناول أطعمة صحية مثل الفواكه، والخضراوات، والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة وشرب الماء.

ومن ضمن الأمور التي قد ينصح بها الأطباء أيضًا عند إجراء عملية جراحية، ممارسة التمارين الرياضية، إذ إن هناك عمليات يوصي الأطباء بالتحضر لها بالتمارين قبلها ببضعة أسابيع.

وحتى لو كان المريض من النوع الكسول أو غير النشيط، فإنه يجب الاهتمام بتعزيز مستوى اللياقة بشكل كاف قبل الجراحة بأربعة أسابيع لمساعدة الجسم على استعادة عافيته سريعًا بعد الجراحة.

وأفاد باحثون بهذا الصدد بأن التدريب المتقطع عالي الكثافة المعروف اختصارًا بـ(HIIT) يساعد على تقليل خطر الإصابة بالمضاعفات التي تعقب العمليات الجراحية.

كيف يفيد التدريب المتقطع عالي الكثافة في تعافي الجسم؟

ما يجب معرفته هو أن الجسم عادة ما يكون بحاجة إلى كمية كبيرة من الأكسجين بعد الجراحة ليساعد الأنسجة على الالتئام ويفيد في الحد من الالتهابات.

وما يحدث هو أن الجسم يكون أكثر عرضة لمضاعفات ما بعد الجراحة حال عدم حصوله على ما يحتاج إليه من أكسجين.

ونتيجة لأن التدريب المتقطع عالي الكثافة يتطلب من الجسم العمل بمعدل 80% من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب لفترات قصيرة، فإن بمقدوره تحسين اللياقة القلبية التنفسية في فترة زمنية قصيرة، وهو ما يساعد على تحسين نسبة الأكسجين لديك ومساعدة جسمك على التعافي.

وأظهر تحليل موسع أجري هذا العام ونُشِرَت نتائجه في دورية JAMA Network Open الأمريكية أن التدريب المتقطع عالي الكثافة ساعد على تحسين اللياقة القلبية التنفسية لدى المرضى الذين شملهم التحليل وذلك بعد قياس استهلاكهم الأقصى للأكسجين أو خضوعهم لاختبار مشي لمدة 6 دقائق، حيث تبين للباحثين مدى فاعلية التمرين في كل ما يخص هذا الجانب.

جدوى التمارين في مرحلة ما بعد الجراحة

الفكرة من التأهيل المسبق هي بدء عملية التعافي بعد العملية قبل بدء الجراحة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المضاعفات التي تحدث بعد الجراحة قد تؤدي أحيانًا للإقامة فترات طويلة في المستشفى، أخذ فترة أطول في سبيل التعافي، تدهور الأداء البدني، والاصابة ببعض الأمراض المزمنة.

واتضح من الدراسات أن ممارسة الرياضة عمومًا تساعد على خفض خطر الإصابة بمضاعفات ما بعد الجراحة بنسبة تصل إلى 50%. وهو ما يمكن تنسيقه جنبًا إلى جنب مع بعض النصائح المفيدة الأخرى التي يأتي في مقدمتها الاهتمام باتباع نظام غذائي جيد والتوقف تمامًا عن التدخين.