تشكيلية سورية تستلهم أعمالها من إبداع أجدادها

2020-09-23

أعمال تستعيد التاريخ

دمشق - اتجهت الفنانة التشكيلية السورية نغم منصور إلى نحت مجسمات ونقوش أثرية استوحتها من حضارات الأجداد، معيدة بصورة معاصرة ما تركوه من رسومات بديعة ودقيقة ومنحوتات مختلفة الدلالات، ما سمح لها بأن تحقق حضورا مميزا في عالم التشكيل خلال فترة زمنية قصيرة.

وعن تجربتها في مجال النحت توضح نغم منصور في مقابلة معها، أنها اتجهت لهذا الفن لكونه يحاكي الواقع ويجسده وساعدها على ذلك تشجيع الأهل والأصدقاء عقب معرضين أقامتهما في حمص.

وسبق لمنصور أن شاركت بمعرض في مهرجان مسار يضم أكثر من 500 عمل فني لها ولطلابها، وقد قدمت من خلاله منجزات من حرف يدوية متنوعة ولوحات بالفحم والسيراميك والخزف وأعمالا عن صناعة الورد والرسم على الزجاج والحفر على الخشب، وقد تابعت دراستها في مركز الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة في اختصاص النحت والغرافيك لتقيم معرضها الفردي الأول بمنحوتات عن آثار مملكة قطنا الأثرية في قريتها المشرفة.

وتعتمد منصور التي تحرص على التجريب والبحث الدائم في إنجاز أعمالها على مادة الصلصال، وعن سبب اختيارها لها تقول “هذه المادة من الطبيعة وتربطنا بتراب الوطن الذي هو أغلى ما نملك، ولكني استخدمت أيضا مواد الجبصين والبوليستر والفيبر والسيليكون والزجاج والخشب والكولاج والتوالف البيئية والقماش والمخمل والخرز والسيراميك والصوف”.

نغم منصور: الأنثى ملهمة الإبداع الأولى حيث جسدتها في الكثير من أعمالي

أما في أعمال الرسم فتستخدم جميع الألوان المائية والإكريليك والباستيل والزيتي وأقلام الفحم ودرجات أقلام الرصاص وحبر الجوز والرسم على أوراق الكانسون والكانفاس بأحجام مختلفة.

وعن الموضوعات التي تختارها في أعمالها توضح منصور أن تدريسها لمادة التربية الفنية في معاهد ومدارس حمص ساهم في صقل أفكارها وتطويرها في عدة اتجاهات، تقاطعت عند الإنسان بأساليب متنوعة تعبيرية وكلاسيكية ووجدانية وتاريخية وأثرية.

أما في ما يتعلق بشغفها بنقش المنحوتات الأثرية والرسوم الجدارية فتقول إن “الفكرة نبعت من عشقي لتراب الوطن الذي يعبق بدماء شهدائنا فكان الصلصال ملهمي الأول بنحت الآثار والرسوم الجدارية الأثرية وساعدني التشجيع الذي حصدته من جهات مختلفة في حمص على المتابعة”.

وحول ميلها للاهتمام بإبداعات الأطفال واستهدافها لهذه الفئة العمرية توضح الفنانة أن رغبتها في أن تكون معلمة حقيقية مخلصة لمهنتها دفعتها إلى تغيير نظرة الطلاب إلى مادة التربية الفنية، لتصبح فسحة للراحة النفسية والإبداع والابتكار وإيقاظ المواهب وتشجيعها وتنمية الوعي والتذوق الجمالي للفن وترك آثار وانطباعات إيجابية مستقبلا.

وعن حضور المرأة في أعمالها تذكر منصور أن الأنثى في الوسط الفني ملهمة الإبداع الأولى حيث جسدتها في الكثير من أعمالها ومنها لوحة زيتية من الأساطير عنوانها “كيوبيد الغرام وزوجته بسايكي” كما جسدتها بالآثار في أكثر من عمل نحتي عن المرأة وعن دورها في الحضارات.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي