لم يجدوا مكاناً لهم بالمسجد..

كنيسة بألمانيا تفتح أبوابها للمسلمين لأداء صلاة الجمعة

2020-05-21

فتحت إحدى كنائس برلين بألمانيا أبوابها لمصلين مسلمين، من أجل إقامة صلاة الجمعة خلال شهر رمضان، بعد أن تعذّر عليهم إيجاد مكان في أحد المساجد القريبة، بسبب القيود التي فرضتها السلطات على التجمعات من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا، فالسلطات الألمانية فرضت حظراً على تجمعات الأشخاص في أماكن العبادة، خلال شهر مارس/آذار، للتخفيف من حدة انتشار الفيروس، قبل أن تسمح بها فيما بعد، لكن بحد أقصى 50 شخصاً في المرة الواحدة.

وفق تقرير لصحيفة newsweek، الخميس 21 مايو/أيار 2020، فإن مسجد دار السلام الواقع في حي نيوكولن بالعاصمة الألمانية، عادةً ما يستضيف قرابة الألف شخص خلال صلوات الجمع العادية، لكن مع الإجراءات الجديدة لن يتمكن سوى جزء صغير من المصلين من حضور صلاة الجمعة في المسجد، قبل أن تتدخل كنيسة "مارتا" الإنجيلية التي تقع على بعد ميل تقريباً لتقديم المساعدة.

ضاعفت العدد: تقام صلاتا جمعة حالياً في الكنيسة، إحداهما بالألمانية وأخرى باللغة العربية، ويرتدي المصلون أقنعة واقية، محافظين على مسافة التباعد الجسدي بينهم أثناء الصلاة.

خوانيتا فيلامور، المتحدثة باسم المسجد، قالت لمجلة newsweek: "إنها بادرة تضامن عظيمة، نحن في غاية الامتنان، إنها فرصة سانحة لتعزيز الحوار بين الأديان، ومن الرائع أن تقوم الكنيسة بتلك الخطوة".

ضاعفت بادرة الكنيسة من عدد الأشخاص الذين بات بإمكانهم حضور صلاة الجمعة، مع تقديم عديد من المصلين عبر الإنترنت للحصول على مكان لهم ضمن المساحات المتاحة.

تضيف المتحدثة باسم المسجد: "مثّل الأمر مساعدة كبيرة لنا، لأن لدينا الآن خطبتي جمعة، واحدة في المسجد وأخرى في الكنيسة، ومن ثم يمكن الوصول إلى عدد أكبر من الناس. ولولا بادرة الكنيسة، لما تمكن كثير من الناس من حضور صلاة الجمعة. إنه أمر لطيف منهم حقاً".

كما تؤكد على أن "الحوار بين الأديان جيد جداً في نيوكولن، ولدينا علاقات حسنة جداً".

شهر رمضان: في الجهة المقابلة، أشارت مونيكا ماتياس، وهي كاهنة في كنيسة مارتا، إلى السبب وراء تلك البادرة، قائلة لوكالة Deutsche Welle الألمانية: "نحن نرى أن شهر رمضان مناسبة قيمة للغاية، ونعتقد أن الصلاة والانفتاح على بعضنا وعلى الرب، كلها أمور تساعد على تعزيز المشاعر الإنسانية والسلام بيننا".

من جهته، أشاد إمام مسجد دار السلام، الشيخ محمد طه صبري، ببادرة "التضامن" التي أبدتها الكنيسة، وقال للقناة الألمانية: "إنها مبادرة عظيمة ونحن نشكرهم على ما قدموه لنا".

 أزمة المساجد: صبري، كان قد حذر الشهر الماضي من أن عديداً من المساجد تواجه خطر الإفلاس، بسبب إجراءات الإغلاق المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، خاصةً خلال شهر رمضان، الذي يعد مناسبة ذات أهمية كبيرة فيما يخص التبرعات.

يقول صبري لوكالة Reuters: "المساجد تمر بأزمة كبيرة. أعتقد أن بعض المساجد ستضطر إلى إعلان إفلاسها، خاصة تلك التي يتعين عليها دفع إيجار".

في وقت سابق من شهر مايو/أيار، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تخفيف القيود المفروضة في عموم الولايات الفيدرالية الـ16 في البلاد، ويتضمن ذلك إعادة فتح المتاجر والمدارس تدريجياً.

وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، فقد وصل عدد الحالات المصابة بفيروس "كوفيد 19" في ألمانيا إلى 178 ألف حالة، وأكثر من 8 آلاف حالة وفاة، حتى الخميس 21 مايو/أيار.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي