إسبانيا تتعهد بمنع عرض BBVA العدائي للاستحواذ على بنك منافس  

مدريد- أعلن بنك BBVA، ثاني أكبر بنك في إسبانيا، الخميس 9مايو2024، عن عرض استحواذ عدائي على منافسه الأصغر بانكو ساباديل، لكن الحكومة تعهدت بعرقلة هذه الخطوة، التي من شأنها أن تخلق عملاقًا أوروبيًا في هذا القطاع.

وجاء عرض BBVA الجديد بعد ثلاثة أيام من رفض مجلس إدارة Sabadell اقتراح الاندماج، قائلاً إنه "ليس في مصلحة" البنك.

ويقدر عرض الاستحواذ ساباديل، رابع أكبر مجموعة مصرفية في إسبانيا من حيث الرسملة، بنحو 11.5 مليار يورو (12.3 مليار دولار).

وقال بنك BBVA في بيان: "ستؤدي العملية إلى إنشاء أحد أفضل البنوك في أوروبا".

وقالت BBVA إن عملية الاستحواذ سيتم تنفيذها بنفس شروط النهج الأولي - وهو تبادل سهم واحد جديد من BBVA مقابل كل 4.83 سهم من أسهم Sabadell، أي علاوة بنسبة 30 بالمائة فوق سعر إغلاق البنكين في 29 أبريل.

وقال كارلوس توريس فيلا، رئيس BBVA، في البيان: "إننا نقدم لمساهمي Banco Sabadell عرضًا جذابًا للغاية لإنشاء بنك ذي نطاق أوسع في أحد أهم أسواقنا".

ومن شأن عملية الاستحواذ أن تخلق قوة مصرفية قادرة على التنافس مع سانتاندر - البنك الرائد في إسبانيا - وكذلك مع الشركات الأوروبية العملاقة مثل إتش إس بي سي وبي إن بي باريبا.

لكن حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اليسارية عارضت هذه الخطوة، وكذلك فعلت حكومة إقليم كاتالونيا حيث ولدت ساباديل وحيث تتمتع بوجود قوي.

وقالت وزيرة العمل يولاندا دياز إن هذا يتعارض مع "مصالح" إسبانيا لأنه "سيدمر العديد من الوظائف".

وحذر وزير الاقتصاد كارلوس كوربو من أن الحكومة "ستكون لها الكلمة الأخيرة عندما يتعلق الأمر بالترخيص بالعملية".

وردد رئيس حكومة إقليم كاتالونيا، بيري أراغونيس، هذه المخاوف، وقال للتلفزيون الإسباني العام إن قرار الإلغاء "سيؤثر على العديد من الوظائف في كاتالونيا".

ويواجه أراغونيس انتخابات إقليمية في كاتالونيا يوم الأحد، حيث تظهر استطلاعات الرأي تراجعه.

- "التقليل من قيمة" ساباديل -

BBVA، التي لديها أيضًا عمليات في المكسيك والأرجنتين وتركيا، هي ثاني أكبر مجموعة مصرفية في إسبانيا من حيث رأس المال ولديها 74.1 مليون عميل.

تعمل شركة Sabadell في 14 دولة ولديها ما يقرب من 20 مليون عميل.

وكان البنك قد قال يوم الاثنين إن العرض الأولي "يقلل بشكل كبير من قيمة إمكانات بانكو ساباديل وآفاق نموه المستقل".

كما أشارت إلى "الانخفاض والتقلب الأخير في سعر سهم BBVA" والذي يعكس "عدم اليقين بشأن قيمة الاقتراح".

ثم أبلغت BBVA شركة Sabadell في رسالة بأنها "ليس لديها مجال" لتحسين عرضها، الذي اعتبرته سخيًا.

وارتفعت أسهم ساباديل بنحو أربعة بالمئة في منتصف التعاملات الصباحية بينما تراجعت أسهم بي.بي.في.إيه بنحو ستة بالمئة.

- توحيد البنوك -

وكان البنكان قد أعلنا في البداية عن خطة للاندماج في نوفمبر 2020 بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 بشكل أفضل.

ولكن تم إلغاؤه بعد 10 أيام فقط، حيث قالت ساباديل إن عرض BBVA لا يعكس القيمة الحقيقية لأعمالها.

وفي الأشهر التالية، نفذت شركة ساباديل خطة إعادة هيكلة كبرى لخفض التكاليف، مما أدى إلى تسريح 1800 موظف، مع خضوع شركة BBVA لعملية مماثلة، مما أدى إلى الاستغناء عن 3000 وظيفة.

وقد انتعش كلاهما منذ ذلك الحين، وكذلك القطاع المصرفي الأسباني الأوسع الذي حقق أرباحاً قياسية في الأشهر الأخيرة، على الرغم من الضريبة الاستثنائية غير المتوقعة التي فرضتها الحكومة اليسارية في أسبانيا لمساعدة الأسر على التكيف مع ارتفاع أسعار المستهلكين.

سجلت BBVA زيادة بنسبة 19 في المائة في صافي أرباح الربع الأول إلى 2.2 مليار يورو (2.3 مليار دولار).

وسجلت ساباديل أرباحا صافية في الربع الأول بلغت 308 ملايين يورو، وهو أعلى رقم ربع سنوي على الإطلاق، بزيادة 50 في المائة عن العام الماضي.

شهد القطاع المصرفي الإسباني موجة أولى من الاندماج خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، مع انهيار بنوك الادخار الإقليمية التي استوعبها اللاعبون الأكبر.

وخضع لمزيد من الدمج في عام 2021 عندما استحوذ Caixabank على Bankia، مما أدى إلى إنشاء ثالث أكبر مجموعة مصرفية في إسبانيا، والذي أعقبه استحواذ Unicaja على Liberbank مما أدى إلى إنشاء خامس أكبر بنك محلي في إسبانيا.