الرقص على ظهر قلب

2024-05-08

إحساين بنزبير

عقار الكلام والأبيض المقبل يشهدان على المائدة في مربع. غزو الفئران صورة فقط لما يمر. وحين أعتني بالصدى وحروف العلة، أستدرك هدوء العين تحت دخان البنزين. ما أجملنا ونحن نحرث الحيز ولو لثانية. وما تبقى يشكله الملح والحليب في كبسولة البوادر.. دردشة مراهقة أمام المرآة.

٭ ٭ ٭

طلاسم.. تجاعيد.. الموتان بين سنة وأخرى. الطَّبَرُ الذي يظل واقفا. لا أدري. قبعة بيضاء تحت مطر لندن. أي في لندن. طارت الفكرة لتحضن شيئا. وكأني في رغوة الصابون الأسود أمشي. وأسكت. وأحملق. وأندلق. وأقول. ولا أقول. وأضع الملح. وأغلق النافذة. وأفتح ما يندثر. وأصوِّر. وأحمل القنب. وأدور في دورة. وأرسم كاليغراما. وأصمت أمام التنصيب. وأدعو نفسي إلى شراكة حليب. وأستسمح. وأكون عنيفا. وأكتب في العقاقير. وأستلذ بجعة. ثم أستغفر للذي لا وجه له. وأكتب فتوى ضد نفسي. وأرهب نفس نفسي. وأموت. وأزور الجنة. وأبتسم لأهل جهنم. ثم أصمت. وأحيي شعراء الحداثة. وأشد على أياد من صنفٍ وعليق. وفي الأخير، المقبل كان سخاما.

٭ ٭ ٭

حموضة المكان تجعلني أتقيأ. والنافورة مستديرة لأنها كذلك. في منعطف البولفار، زهرة يسارية. لأن طرف النهر مجرم. ثم لا ولا والذين يحملون شمعدان قش، يتهدلون أمام اللافتة.

٭ ٭ ٭

أما الفخاخ. أما الذكر. أما الذكرى. أما التحسر. أما الخنساء. أما الحزن العزيز عليها. أما الطرس. أما فاشية اللغة. أما المصطبة. والآن أقول «صه» لأنني أحارب ضد نفسي. واحتراما لنفسي، أقول إن الكلمات لا معنى لها. ثم في الفم، أغرغر فقرات.

٭ ٭ ٭

وقفت الموجة. غير أن تكوين الكاتب في قصيدة لم ينتبه إلى عينيها. لم ينتبه إلى معمار البصر وقيلولة بين ممارستين للجنس. إنها وقفت. ولا أحد. هكذا يستمر الفيروس. في السطر. في سجون اللسان، لا فرق بين كسرة الزجاج وابتكاره. ثم تلك البومة الصمعاء تصفق تحية وتقديرا لها. برافو. برافو.

٭ ٭ ٭

انظر الفئران و هي في غزو. انظر مرة أخرى. له قيافة مضحكة وهو يجرؤ على الكلام. لأنه لم يفهم اللون والستار في حيز تحنان جاهلي. فقط الفئران تتخبط في غزو الأعمدة. والمضمار يدور. طق. طق. لما رائحة جنسها برهة استعمرت 80% من لا وعيي. طق. ليس هذا احتفالا، بل جسور التعب والندم تهاجم الفرزدق وجرير.

٭ ٭ ٭

أحقا، في مسالك الصوت حفنة ثورة سوداء. وكل ما يلصق ويتكور، سخام الأشكال يعمده. استعد. الآن. بالضبط استعد. صوته والخط يعيدان تجربة المعتزلة في قرص. وكلما تهيأ الرأس، استلقت على بطنها لتكتب سرير الرغبة، أخيرا. لا عليك. لا تهتم بما أقول، بل هيئ يديك لتصفق. العمى من جديد أمام المكاتب. أحقا، يرتبون كل شيء ويستلذون ببيع بورتريهات بالتقسيط. لكن، أحبها وهي تستلقي. البضة المجرية.

٭ ٭ ٭

وراء الفقرات، حطاب يتراجع. الخشب بالقرب مني يحرق آخر نص غنائي. له الحق في ذلك. إنه هو وكلُّ ما يحتويه من غياب لمعناه. كل شيء إلا هذا الشيء الذي من عزلة وصورة ليست بشعرية. هكذا هي الراهبة الكرملية التي تحمل لونا أسمر فاتحا لمضيق ما. وحتى لو حاولوا، المقبل تطرف في التصوير والتكاثر.

٭ ٭ ٭

أمام أو وراء الجبل، صوت ما يقرأ ويستبد بفخاخ الحكي في أغنية. بكى وبكيتُ. نعم. بكينا لأننا في حالة إضراب أو شوق إلى المزابل. بكينا حتى البكاء. ثم رأيت وحدي فوهةَ الشوهة في بركان. اليوم أستسلم إلى كلينيك الإيقاع وتركيب جملة عند الساعة الشهيدة صباحا. لأن الساعة شهيدة بفضل تقدمها في الوقت. لا أقل ولا أكثر. ولا أكثر من شيء، أو لا أقل من موتين في سنة، حيث الأمر بسيط، في غاية البساطة.. غاز المدينة = سلالة الصقالة.

٭ ٭ ٭

النوطة الخارجة من الجهاز، تجعلني أدندن وأدخل في الحيز أمام غبرة الجسد وخميرة كلام قديم. غير أن ما يعاضد وطنية العقاقير والسماء حين تمطر كسكسا، كان مغايرا وفيه من العسل ما يمد نحلة مفروقة بأكثر من حياة. أما دوائر المرصصين، فستجيء لاحقا في قدوم كأنه قدوم روسيا تحت الثلج، أو حضور «يوبادي» في محج طويل.. والله.. صدقني. إنه المحج الذي يعمره أوكاليبتوس ملوث. إنه المحج الذي تستهله رائحة الفول والثوم والتبغ وجنازة دائمة من الفقر. لذلك أحمل نصف عنف ثم أتوهم صالة عرض لا تتيمم بذائقةٍ سبحان من جاورها.

٭ ٭ ٭

عورتها غير مستورة. عورته (هو الآخر) غير مستورة. ضجيج حول الراقص. راقص يرقص على ظهر قلب. وموعدي مع جيم موريسون لا أحد يعرفه غيري. أتقدم والصوت يبرد فيَّ.

٭ ٭ ٭

رَمَدٌ في وقت غير لائق بالرمد، ثم فوق الإناء الأحمر، «مصادفة الجسم والحديقة». مصادفة أحاول ترجمتها تحاشيا للرقص على ظهر قلب، حيث أمام عيني، كتاب له غلاف أبيض يتوسطه مربع يتوسطه عنوان أحمر. ومن شدة الحب الذي أحبه لها (تلك المجرية أو الفرنسية)، أشد على الرماد متخيلا أننا في سوق عكاظ معاصر. ونحن نحارب.

٭ ٭ ٭

استراحة قصيرة كي أتناول إيقاع الفم ثانية. أمام بوادر حروف العلة و الوحل بين الأسنان، أحاول. العنف استراحتي المفضلة. ومحرك اللسان فيه ما يكفي من زيت الأسلاف. حجر ضد الفصاحة والبيان. لا حاجة إلى شيفرات يومية. فقط، من جديد، تستلقي على بطنها وتدعوني. غير أن صورة الموتين لاصقة بآخر لحم أو سقيطة. الوحل في الوقت نفسه يرتب غزو الفئران أمام فم البيان وحسرة الراقص. لا يهم.

٭ ٭ ٭

كيف أستفي؟ كيف تستفي؟ كيف تطبخ؟ كيف أطبخ؟ كيف اللون في فوهة؟ كيف الحب في ملح؟ كيف الرماد في رمادي جنوبي؟ كيف لحم الأنثى يخرب؟ كيف لحم الراقص لا يؤثث؟ كيف أنا في غياب المعنى مطلقا؟ كيف هي حبيبتي ترتب حليب السرير لـما كان غبرة؟ كيف أقف في الساحة والسطر همس؟ ربما. كيف «يوبادي»؟ كيف يضحى ما أرى لطيفا لما نرتب أرشيف الغناء؟ كيف الخروج إلى نفسي؟ كيف أتكيف مع مناخ السرير الأبيض لأخرج من حروف العلة سليما؟

٭ ٭ ٭

على الورق تفل.. والقاموس يساهم في ثقب ما. موضة الريبة بامتياز وبضع لسان على مرمى حجر. حتى ما يشبه سرنمة الأنين يصير محضرا رسميا، وأمام الحائط ، بيت قديم.

٭ ٭ ٭

ضع حزام السلامة على فمك.. الراقص الذي مر، يمر مرة أخرى. إنه يرقص في سبيل آلهة يونانية. رغم أن جذره اللغوي عربي. لا عليك. إذا وضعت السلامة على حزام فمك، تتجنب رتوش ملاحظات يابسة.

كاتب مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي