واشنطن تأمل بأن تتمكن إسرائيل وحماس من "سد الفجوات المتبقية" بشأن الهدنة

ا ف ب - الأمة برس
2024-05-08

الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض بتاريخ 7 أيار/مايو 2024 (ا ف ب)

واشنطن - أعلن مسؤول أميركي الثلاثاء 07-05-2024 أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل على خلفية المخاوف المرتبطة بخطة اجتياح رفح، في تضييق غير مسبوق من قبل الرئيس جو بايدن على المساعدات العسكرية للدولة العبرية.

وقال المسؤول الرفيع المستوى في إدارة بايدن لوكالة فرانس إن واشنطن علّقت شحنة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كلغ)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كلغ) بعدما فشلت إسرائيل في "التعامل بشكل كامل" مع المخاوف الأميركية حيال عملية بريّة كبيرة.

وتأتي الأنباء عن هذه الخطوة في وقت ندد البيت الأبيض بالإغلاق "غير المقبول" لمعبر رفح مع مصر بعدما نشرت إسرائيل دبابات في رفح الثلاثاء، بينما أعرب عن أمله في إمكان توصل الدولة العبرية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.

يعد تعليق تسليم الشحنة المرة الأولى التي يتحرّك فيها بايدن بناء على تحذير وجهه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيسان/أبريل من أن السياسة الأميركية حيال غزة ستعتمد على طريقة تعامل إسرائيل مع المدنيين.

وقال المسؤول الأميركي إن إدارة بايدن اتّخذت القرار بشأن الأسلحة عندما بدا لها أنّ إسرائيل على وشك أن تشنّ عملية برية كبيرة في رفح، وهو أمر تعارضه واشنطن بشدّة نظرا إلى أن المدينة تؤوي أكثر من مليون شخص. 

وأوضح المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته أنّ المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين ناقشوا البدائل لكنّ "تلك المناقشات متواصلة ولم تعالج مخاوفنا بالكامل".  

وأضاف "عندما بدا أنّ القادة الإسرائيليين يقتربون من نقطة اتخاذ قرار بشأن عملية مماثلة، بدأنا مراجعة متأنّية لعمليات نقل أسلحة معيّنة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في رفح. لقد بدأ ذلك في نيسان/أبريل". 

وأوضح أنّ واشنطن "تركّز بشكل خاص" على القنابل الأثقل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل "والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق حضرية مزدحمة كما رأينا في أنحاء أخرى من غزة".

وبحسب المسؤول الأميركي فإنّ وزارة الخارجية في واشنطن تجري مراجعة لعمليات نقل أسلحة أخرى، بما في ذلك استخدام مجموعات القنابل الدقيقة المعروفة باسم JDAM. 

وذكر البيت الأبيض في وقت سابق أن إسرائيل تعهّدت أن يقتصر دخولها إلى رفح على "عملية محدودة" بدلا من اجتياح كامل كما يخشى العديد من الأطراف الدولية والإقليمية.

"مطالب سخيفة"

وفي وقت يواجه معركة انتخابية صعبة للفوز بولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر في مواجهة خصمه الجمهوري دونالد ترامب، تتكثّف الضغوط الداخلية على بايدن على خلفية دعمه لإسرائيل فيما دفعت الاحتجاجات واسعة النطاق في الجامعات الأميركية الشرطة إلى تنفيذ حملات أمنية شملت آلاف عمليات التوقيف.

كما فاقم الجمهوريون الضغوط السياسية وانتقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي وصف احتجاجات الجامعات مرارا بأنها معادية للسامية، أي تحرّك الثلاثاء للحد من المساعدات العسكرية.

وقال للصحافيين قبيل صدور إعلان المسؤول الأميركي "في اللحظة التي اعتقدنا فيها أن رؤساء الجامعات هم وحدهم الذين يستجيبون للمطالب السخيفة للطلبة المؤيّدين لحماس، تفيد التقارير بأن الرئيس نفسه علّق شحنات الذخيرة إلى إسرائيل".

وأشار جونسون إلى أن الخطوة "تقوّض" حزمة مساعدات ضخمة تتضمن دعما عسكريا لإسرائيل وأوكرانيا أقرّها الكونغرس في نيسان/أبريل بعد تأخّرها لأشهر، علما أن المسؤول الأميركي أوضح أن لا علاقة للشحنة التي علّقت بهذه الحزمة.

إلا أن خطوة بايدن تضغط على إسرائيل لوضع حد للنزاع المتواصل منذ سبعة أشهر والقيام بمزيد من التحرّكات لمعالجة الوضع الإنساني في غزة.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في إيجاز صحافي في وقت سابق الثلاثاء تعليقا على إغلاق إسرائيل معبرَي رفح وكرم أبو سالم "يجب على المعبرين اللذين أغلقا أن يفتحا، من غير المقبول أن يتم إغلاقهما".

في الأثناء، استؤنفت الثلاثاء محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس والولايات المتحدة وقطر ومصر.

وأفاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بأن تقييم "مواقف الطرفين يشير إلى إمكان سدّهما الفجوات المتبقية وسنبذل كل ما في وسعنا في سبيل دعم هذه العملية".

اندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وتعهّدت إسرائيل، ردّا على الهجوم، "القضاء" على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بسقوط 34789 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي