مالمو السويدية تستعد لاحتضان "يوروفيجن" في أجواء تطغى عليها حرب غزة

ا ف ب - الأمة برس
2024-05-04

-صورة التقطت في 25 نيسان/أبريل 2024 للمسرح الذي تقام عليه مسابقة "يوروفيجن" في "مالمو أرينا" بمدينة مالمو السويدية (ا ف ب)

تخيّم الأجواء المرتبطة بحرب غزة على نسخة سنة 2024 من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي تستضيفها مدينة مالمو في جنوب السويد، حيث تتجه الأنظار إلى تحركات متوقعة مؤيدة للفلسطينيين قد تغطي على الأجواء الاحتفالية المألوفة.

وتشكّل مشاركة إسرائيل محور الجدل المرافق لهذه الدورة من المسابقة المنظمة منذ نحو سبعين عاما والتي تجمع هذه السنة 37 دولة، وتُختتم السبت 11 ايار/مايو بالمرحلة النهائية، بعد الدور نصف النهائي الثلاثاء والخميس.

وقال أندرس بوشل الذي سيتظاهر في 9 ايار/مايو، وهو تاريخ دخول إسرائيل المسابقة التي تُعَدّ كرواتيا وسويسرا وأوكرانيا الأوفر حظاً للفوز بها "في ظل استمرار هذه الحرب، يجب حظر مشاركة إسرائيل تماماً كما سبق أن استُبعدت روسيا؟

ففي عام 2022، استُبعِدَت هيئات البث الروسية من الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون الذي يشرف على المسابقة، في أعقاب الحرب في أوكرانيا. 

وقُدِّمَت منذ بداية السنة عرائض عدة تطالب باستبعاد إسرائيل. وفي نهاية آذار/مارس، دعا مرشحون من تسع دول، من بينها ممثل سويسرا نيمو، أحد الأوفر حظاً للفوز، إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ووجهت تهديدات إلى التي تمثل إسرائيل عيدن غولان، وهو ما دانه الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون.

وجاء في بيان الاتحاد "بينما ندعم بقوة حرية التعبير والحق في التعبير عن الآراء في مجتمع ديموقراطي، فإننا نعارض بقوة أي شكل من أشكال الإساءة عبر الإنترنت أو خطاب الكراهية أو توجيه مضايقات إلى فنانينا أو أي أفراد مرتبطين بالمسابقة".

وداخل "مالمو أرينا" حيث تقام المسابقة، حظرت المنظمة رفع أية أعلام غير أعلام الدول المشاركة، وكذلك أية لافتات سياسية المضمون، وهما قاعدتان معمول بهما منذ زمن طويل.

وقال أندرس بوشل "أنا متأكد من أن شخصاً ما سيتمكن من تهريب العلم الفلسطيني والتلويح به، ولكن ليس من المؤكد أنه سيظهر على شاشة التلفزيون".

تجمعات

وفي المدينة المزينة بالرايات المتعددة الألوان، يُتوقع أن يشارك آلاف الأشخاص في تجمّعات مؤيدة للفلسطينيين طوال الأسبوع.

وقالت المسؤولة عن "يوروفيجن" في بلدية مالمو كارين كارلسون : "لم أعتقد يوماً أننا سنصبح حدثاً سياسياً عالمياً" بهذا الحجم.

ولاحظ أستاذ تاريخ الأفكار والمتخصص في "يوروفيجن" أندرياس أونرفورس أن "العالم كله يعيش في مالمو وكل الصراعات موجودة في مساحة صغيرة جداً"، إذ يبلغ عدد سكان المدينة أكثر من 362 ألفاً من 186 جنسية". 

وتقيم غالبية السويديين من أصل فلسطيني في المدينة الساحلية التي تحتل المرتبة الثالثة في المملكة الاسكندنافية وتستعد أيضاً لاستقبال 100 ألف زائر في مناسبة الحدث. 

وتتمحور المخاوف على الأمن، وخصوصاً أن السويد رفعت مستوى التأهب في الصيف الفائت بعد أعمال تدنيس للقرآن.

واتُخِذَت إجراءات مشددة لدخول المواقع. ويتولى عناصر شرطة من النروج والدنمارك مساعدة زملائهم السويديين الذين سيكونون مزوّدين بأسلحة أكثر من المعتاد. وسيكون المسرح الضخم في "مالمو أرينا" محاطًا بعناصر الأمن.

وستخضع التظاهرات التي يُتوقع أن تنظّم لتدابير أمنية مشددة، فيما أُخلِيَت نَظارات التوقيف الاحتياطي تحوّطاً، ونُقل الموقوفون منها إلى أخرى في السويد.

وأدى كل ذلك إلى "صرف الاهتمام عن المسابقة الموسيقية والفرح الذي تجلبه"، على ما لاحظ أندرس بيرسون، أحد مشجعي فرقة "آبا" الرباعية السويدية التي فازت باللقب قبل 50 عاماً بالضبط.

احتفال بالمشاركة

واعتمدت مالمو شعار "متحدون بالموسيقى" الخاص بنسخة 2023 التي اقيمت في المملكة المتحدة، نظراً إلى تعذّر تنظيمها في أوكرانيا، البلد الفائز في دورة 2022.

وقالت عالمة الأنثروبولوجيا المتخصصة في "يوروفيجن" ليزان ويلكن "كانت نسخة ليفربول العام الفائت بمثابة احتفال في وجه بوتين. أما هذه السنة، فمن الصعب جداً على السويد أن تحدد موقفها، إذ تطغى عليها" حرب غزة.

وفي مقابل التحركات المنتظرة دعماً للفلسطينيين، ينظم عضو  الجالية اليهودية الصغيرة في مالمو يائير إلسنر تجمعاً في 9 ايار/مايو للاحتفال بالمشاركة الإسرائيلية. وقال في هذا الصدد "سنحضر مع الأعلام السويدية والإسرائيلية، لإظهار شيء إيجابي وترحيبي لصالح إسرائيل والديمقراطية وطريقة الحياة الغربية".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي