موجة حر شديدة تجتاح جنوب شرق آسيا

ا ف ب - الأمة برس
2024-04-28

بائع متجول يتقي من الحر في ظل شجرة في مانيلا في 28 نيسان/أبريل 2024 (ا ف ب)

تجتاح موجة حر قصوى جنوب شرق آسيا منذ أسابيع حيث بلغت الحرارة 45 درجة مئوية الأحد 28-04-2024، ما دفع آلاف المدارس إلى تعليق الدروس الحضورية لاسيما في الفليبين، في حين أصدرت دول بينها بنغلادش تحذيرات وتعليمات تتعلق بالصحة.

وستعلق الفيليبين الدروس الحضورية في كل المدارس الرسمية لمدة يومين بسبب الحر الشديد، وبعدما سجلت مانيلا مستويات حرارة قياسية.

وقالت وزارة التربية في بيان عبر فيسبوك "نظرا إلى توقعات الأرصاد الجوية الأخيرة بشأن مؤشر الحر والاعلان عن إضراب عام للنقل، ستعتمد  كل المدارس التعليم عن بعد في 29 و30 نيسان/أبريل 2024".

وتشرف وزارة التربية على أكثر من 47 ألف مدرسة في الفيليبين.

والكثير من مدارس الفيليبين غير مجهزة بمكيفات هواء ما يجعل التلاميذ يعانون الحر الشديد في قاعات مكتظة لا تتمتع بتهوية مناسبة.

وتشهد الفيليبين إضراباً عاماً لسائقي حافلات "جيبني" على ما أعلنت وزارة التربية الأحد.

وينوي سائقو حافلات "جيبني" المصنوعة أساساً من آليات "جيب" أميركية من مخلفات الحرب العالمية الثانية، البدء باضراب من ثلاثة أيام على الصعيد الوطني الاثنين احتجاجاً على خطة للحكومة للتخلي تدريجاً عن وسيلة النقل هذه.

 وتعتبر هذه الحافلات رمزاً وطنياً في الفيليبين ووسيلة النقل المشترك الرئيسية في البلاد للانتقال إلى مراكز العمل والمدارس. إلا انها تشهد منافسة من حافلات صغيرة حديثة في إطار خطة حكومية.

وفي بنغلادش، فتحت المدارس أبوابها بعد اغلاق الأسبوع المنصرم بسبب الحر. وعاد ملايين التلاميذ إلى المدارس الأحد رغم استمرار موجة الحر.

إلا أن السلطات أفادت بأن دور الحضانة ستبقى مغلقة في حين أن ساعات الدراسة في المدارس الابتدائية ستخفض.

قالت لاكي بيغوم وهي أم لطفلة مُسجّلة في مدرسة عامة في العاصمة دكا، لوكالة فرانس "أتيت إلى المدرسة مع ابنتي البالغة 13 عاماً. وكانت سعيدة لأن مدرستها فتحت أبوابها"، لكنها أضافت "الحرارة قوية جداً، وهي (ابنتها) تعاني من طفح جلدي بسبب التعرق. وآمل ألا تمرض".

وكانت الحرارة أعلى بأربع إلى خمس درجات من المعدل المسجّل في السنوات الثلاثين الأخيرة في الفترة نفسها، في دكا عاصمة بنغلادش مع توقع استمرار الحر أيام عدة إضافية.

وفي بورما بلغت الحرارة الأربعاء 45,9 درجات مئوية في مدينة تشوك (وسط غرب)، حيث بحث كثيرون عن بعض البرودة في ظل أشجار الحدائق مع غروب الشمس. 

ويشهد هذا البلد حرباً أهلية، وشبكة الكهرباء فيه قديمة. ويُعد انقطاع التيار الكهربائي في بورما أمرًا شائعًا جراء الهجمات على البنى التحتية ونفاد احتياطيات الغاز. 

ويقضي مَن لا يملكون القدرة لشراء مولّد يعمل بالبنزين ثماني ساعات يوميًا من دون كهرباء، وبالتالي من دون مُكيّف للهواء. 

وقالت سان يين، وهي مُحاسبة تبلغ 39 عاماً لوكالة فرانس برس "الحر خانق". وأفادت بأنها تقصد حديقة في رانغون (جنوب) مساء مع زوجها وابنها البالغ أربع سنوات، حتى تعود الكهرباء إلى شقتها. وقالت "أصلّي ليسقط المطر قريباً". 

مستويات غير مسبوقة

أكدت الأمم المتحدة الثلاثاء، أن الحرارة ترتفع بشكل أسرع في آسيا  مقارنة بمناطق أخرى،  في حين سُجلت مستويات حر قياسية في العالم خلال العام 2023.

وتُعتبر الفيليبين من أكثر دول العالم ضعفاً امام تداعيات التغيّر المناخي.

وبلغت الحرارة في العاصمة مانيلا 38,8 درجة مئوية السبت وهي درجة غير مسبوقة فيها، فيما بلغ مؤشر الحر 45 درجة مئوية على ما أظهرت بيانات مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية. ويقيس مؤشر الحر درجة الحرارة المحسوسة ويأخذ في الحسبان معدل الرطوبة.

وسجلت كاميلينغ في محافظة تارلاك شمال مانيلا السبت 40,3 درجة مئوية وهي أعلى حرارة في البلاد هذه السنة.

ويتواصل الحر الأحد فيما يتوافد الكثير من الأشخاص إلى المراكز التجارية المكيفة وإلى أحواض السباحة لتخفيف الوطأة.

وقالت نانسي باوتيستا البالغة 65 عاماً والتي حُجزت كل الأماكن في مجمع سياحي تديره قرب مانيلا "هذه أعلى درجات حرارة عرفتها هنا". وأضافت "الكثير من نزلائنا اصدقاء وعائلات وهم يسبحون في الحوض لتخفيف وطأة الحر عن أجسادهم".

ومع ارتفاع الحرارة، تنوي جيريس رييس (31 عاما) اصطحاب ابنتها البالغة سنتين إلى مركز تجاري قرب مانيلا.

وقالت "الحر شديد في المنزل. هذا الطقس هو الأكثر حراً الذي خبرته في حياتي خصوصاً بين الساعتين العاشرة صباحاً والرابعة من بعد الظهر".

وأكدت "نحتاج إلى مكيف هواء مجاني لخفض فاتورة الكهرباء".

وقالت غلايزا اسكولار من مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية لوكالة فرانس برس "يتوقع أن تسجل في كل مناطق البلاد وليس فقط مانيلا درجات حرارة أعلى حتى الأسبوع الثاني من أيار/مايو".

وأضافت "ثمة احتمال أن تتجاوز الحرارة في بعض المناطق الدرجات المسجلة اليوم حتى الأسبوع الثاني من أيار/مايو".

وتعتبر  أشهر آذار/مارس ونيسان/أبريل وأيار/مايو الأشد حرا وجفافا خلال السنة في الفيليبين إلا ان الوضع هذا العام تأثر بظاهرة إل نيننيو المناخية.

ويرى الخبراء أن موجات الحر أصبحت أطول وأكثر شدّة وتواتراً بسبب الاحتباس الحراري.

وفي تايلاند، حذرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من بلوغ الحرارة 44,1 درجة مئوية في شمال مقاطعة فيتشابون الشمالية الأحد. 

وفي كمبوديا المجاورة، حذر وزير المياه والأرصاد الجوية من أنّ الحرارة قد تصل إلى 43 درجة مئوية في البلاد خلال الأسبوع المقبل، داعياً السكان إلى توخي الحذر. 

وفي مقاطعة نغي آن شمال فيتنام، بلغت الحرارة 43,2 درجة مئوية السبت، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية. وما زال يُتوقع أن تتراوح الحرارة بين 38 و41 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة في شمال البلاد.

كذلك تشهد الهند في جنوب آسيا، موجة من القيظ الشديد في خضم إجراء البلاد الانتخابات العامة. 

وحذرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية من أن موجة الحر الشديدة ستستمر خلال نهاية هذا الأسبوع في عدة ولايات. 

يمكن أن تلامس الحرارة 44 درجة مئوية في بعض الأماكن. 

وقال أنانث ناديجر لوكالة فرانس برس من مدينة بنغالور (جنوب) "لم أشهد مثل هذه الحرارة من قبل". 

وأضاف هذا الخبير في مجال الإعلانات والبالغ 37 عامًا "إنه أمر مزعج جداً ويستنزف طاقتك". وتابع "أتساءل حقًا كيف سيكون الوضع خلال العام المقبل إذا لم نتحرك الآن".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي