آلاف النازحين يحاولون العودة إلى منازلهم شمالي قطاع غزة والجيش الإسرائيلي يمنعهم بالرصاص

سبوتنيك - الأمة برس
2024-04-16

آلاف النازحين يحاولون العودة إلى منازلهم شمالي قطاع غزة والجيش الإسرائيلي يمنعهم بالرصاص (سبوتنيك)

غزة - تسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر بنزوح قرابة 1.7 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريباً، وأثارت الحرب أزمة إنسانية كارثية خانقة شملت النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.

ومع تكدس النازحين في مدينة رفح جنوباً أصبحت حياة الفلسطينيين صعبة بشكل متزايد، ما دفع النازحين من شمال قطاع غزة إلى محاولة العودة إلى بيوتهم، بعد سماعهم أنباء أن عدة أشخاص تمكنوا من عبور نقطة تفتيش مغلقة باتجاه مدينة غزة شمالي القطاع، وقد سارع أعداد كبيرة من نازحي الشمال محاولين الوصول إلى المناطق التي ينتمون إليها في شمال غزة، بعد أكثر من ستة أشهر من النزوح جراء الحرب.

ورصدت "سبوتنيك" مجموعات كبيرة من النازحين متجهين عبر الطريق الساحلي باتجاه الشمال، على أمل السماح لهم بالعبور، وحمل بعضهم أمتعتهم، بينما استخدم آخرون الدراجات أو العربات التي تجرها الحمير للتنقل، وبعد اقترابهم من منطقة تواجد القوات الإسرائيلية عند ما يعرف بمحور نتساريم مع امتداد شارع الرشيد، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص وقذائف المدفعية باتجاه النازحين.

ويقول النازح الستيني محمود سليم لوكالة "سبوتنيك" عن محاولة عودته إلى شمال القطاع: "لقد سمعت أنَّ هناك من نجح بالعودة إلى الشمال، ولست ومتأكد ولكني سأذهب ولو عن طريق السباحة في البحر، وأولادي قدموا معي لكني أضعتهم، ولا أعرف إذا نجحوا في الوصول أو قتلوا".

ويضيف النازح رفعت سعيد، عن حال النازحين وما دفعهم للمحاولة العودة إلى شمال القطاع: "نحن أموات، إن بقينا في الجنوب بالجوع والمرض أو عدنا وقتلنا، لكني أفضل محاولة العودة وحتى لو قتلني الجيش الإسرائيلي".

وأطلقت المدفعية والزوارق الحربية الإسرائيلية النار صوب النازحين الذين حاولوا العودة إلى منازلهم في مدينة غزة ومحافظة الشمال، وبحسب مصادر محلية قتل 6 مواطنين بينهم امرأة، وطفلة متأثرة بجروح أصيبت بها، جراء استهدافها وعائلتها من قبل القوات الإسرائيلية خلال محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة، عبر شارع الرشيد.

وتقول النازحة فريدة خالد لـ "سبوتنيك" وقد أصيبت في قدمها وهي تحاول المرور من نقطة التفتيش الإسرائيلية: "سمعنا أنَّ جيش الاحتلال يسمح للنساء بالعودة إلى شمال القطاع، وعند اقترابي من نقطة التفتيش، رفعت يدي عندما رأيت الجندي الإسرائيلي، وقلت له ليس معي شيء، فقد أريد العودة إلى بيتي، لكنه ضربني على قدمي وكسرها، وما زالت تنزف من الدماء، ولا أعلم كيف أوقف النزيف".

وتضيف الحاجة أم أحمد والدموع في عينها: "يطلقون النار على الجميع، لا نستطيع العودة، وقد عدنا مرة أخرى، وننتظر رحمة من الله".

وتقول النازحة روان هادي: "كنا متجمعين أمام الحاجز، وأطلق الجيش النار علينا من كل صوب ورجعنا، وبقي البعض هناك ولا نعرف ماذا حدث معهم".

استهداف إسرائيلي

وفي حديث عبر الهاتف بين النازحين، ومسؤول في الجيش الإسرائيلي، طلب النازحون منه السماح لهم بالعودة، وأجاب: "لا يسمح لأي أحد بالمرور، والذي يتجاوز نقطة التفتيش يطلق عليه النار".

وجدد الجيش الإسرائيلي إصراره على منع عودة النازحين إلى منازلهم في شمالي القطاع معتبرا أنها "منطقة حرب"، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس: "الأنباء عن سماح قوات الجيش الإسرائيلي بعودة السكان الفلسطينيين إلى منطقة شمال قطاع غزة هي إشاعات كاذبة وعارية من الصحة تماما".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يسمح بعودة السكان لا عن طريق صلاح الدين (شرق) ولا عن طريق شارع الرشيد (غرب)"، وحذر الفلسطينيين من الاقتراب من القوات الإسرائيلية الموجودة بشمال القطاع، مؤكدا أنها "لا تزال منطقة حرب" وأنَّ إسرائيل لن تسمح بالعودة إليها.

وارتفعت محاولات النازحين العودة إلى شمال القطاع، بعدما نجحت عائلات مكونة من نساء وأطفال فقط، لا يتعدى عددها الـ 15، من العودة إلى مناطق الشمال بعد أن وصلت بشكل ارتجالي إلى نقطة تمركز القوات الإسرائيلية، لكن بعد توافد أعداد كبيرة من النازحين، متجهة من جنوب القطاع إلى شمال غزة، منعهم الجيش الإسرائيلي أطلق النار صوبهم.

وكان شمالي غزة هدفا مبكرا في الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع بعد السابع من أكتوبر 2023، وسويت مناطق شاسعة في الشمال بالأرض، مما أجبر الكثير من السكان على الفرار جنوب القطاع، ويعيش أقل من 300 ألف شخص في الشمال حاليا وفق تقارير، بينما منع الجيش الإسرائيلي معظم النازحين من العودة طوال فترة الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر بحجة أنها منطقة قتال نشطة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة وقد دخلت شهرها السابع، وسط مخاوف من عملية برية في رفح جنوب القطاع، في حال انهارت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن في غزة، مما يسبب كارثة مدمرة في صفوف النازحين، الذين يعيشون في خيام ويواجهون أوضاع إنسانية صعبة للغاية، أجبرت عددا كبيرا منهم مواجهة الموت، في محاولة للعودة إلى شمال القطاع.

وفي اليوم 193 للحرب على القطاع ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 33843 قتيلا و76575 مصابا غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي