الغضب الحوثي ضد إسرائيل يعيد تشكيل الشرق الأوسط

الغرب بدأ حرباً طويلة لن يتمكّن من وقفها.. أوبزيرفر: وقف حمام الدم في غزة ضروري لنزع فتيل التوتر في البحر الأحمر

2024-01-14

قال سوناك بعد الغارات “من الواضح أن هذا النوع من التصرف يجب ألا يستمر (أ ف ب)شرت صحيفة “أوبزيرفر” افتتاحية خصصتها لمخاطر العملية العسكرية الأمريكية- البريطانية ضد أنصار الله الحوثيين في اليمن، وقالت إن الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ربما بدآ حربا لن يستطيعا إنهاءها.

وأضاءت أن هناك 3 طرق للنظر إلى الغارات التي شنت ضد الحوثيين: ضرورية، عبثية أو خطيرة. ورغم رؤية العالم أن هذه الغارات شنت بسبب عرقلة خطوط الملاحة في البحر الأحمر إلا أن تداعياتها غير معروفة ولا يمكن التكهن بها. وقالت إن الغارات جاءت ردا على الهجمات الحوثية المتكررة ومخاوف ضرب حاملة نفط في عرض البحر الأحمر، ما يتسبب بكارثة بيئية. وقد واجه الاقتصاد العالمي عرقلة وزيادة في أسعار النفط. وقال الحوثيون إنهم تصرفوا تضامنا مع الفلسطينيين، لكنهم وضعوا بندقية في عنق المجتمع الدولي، وهذه ليست طريقة قانونية أو مشروعة لتحقيق أهدافهم.

وقال سوناك بعد الغارات “من الواضح أن هذا النوع من التصرف يجب ألا يستمر”، ووصف الغارات بالدفاع عن النفس، “ضرورية، متناسبة واستهدفت أفعالا ضد أهداف عسكرية لإضعاف وعرقلة قدرات الحوثيين”. ويبدو هذا النقاش معقولا، فلا يمكن السماح للحوثيين بالتصعيد والتقاعس عن الرد على تحركاتهم.

والمشكلة الرئيسية في هذا، نابعة من العمل العسكري الذي يشن عن بعد، وهو ما تعرفه الحكومتان البريطانية والأمريكية، فقد تعود الحوثيون على القصف أثناء الحرب الأهلية حيث شن الطيران السعودي غارات مستمرة. كل هذا يعطي صورة أن الولايات المتحدة وبريطانيا المدعومتين بتحالف دولي يضم هولندا وأستراليا وكندا والبحرين وضعتا نفسيهما في حرب لا يمكنهما السيطرة عليها، وعليه فالغارات عبثية.

ومع أن موقف الحوثيين من غزة نابع من المصلحة الذاتية، إلا أن دعم فلسطين في اليمن قوي وسط انتقاد الأنظمة العربية لأنها لم تفعل شيئا لوقف المذبحة في غزة. ويمكن للحوثيين الاعتماد على الدعم العسكري واستبدال أسلحتهم وتحديثها من راعيتهم إيران، ولهذا السبب تبدو الغارات هذه خطيرة.

وحتى هذا الوقت، تجنبت إيران المواجهة المباشرة في الحرب التي اندلعت بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر في غزة وسوريا ولبنان، لكن الموقف يتغير إما بطريق الخطأ أو بقرار. وتحاول إيران بدون استفزاز حرب شاملة، استغلال الفشل الإسرائيلي وكارثة العلاقات العامة لأقصى حد. وهي تعيش مرحلة من التعافي الاقتصادي وتقوم بالتنسيق أكثر مع روسيا والصين وتعمل على تطوير أسلحتها وزيادة معدلات التخصيب لليورانيوم.

ومن هنا فالثقة العالية بالنفس قد تقود إلى مبالغة في تقدير القوة. وإيران اليوم هي خطر أكبر مما في الماضي. ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية في غزة، فقد أصبح منع انتشار الحرب للمنطقة موقفا ثابتا في الموقف الأمريكي. وفي المنطقة، شجبت تركيا وقطر وعمان ضرب الحوثيين، فيما نفضت السعودية والكويت أيديهما منها، وانقسمت الحكومات الأوروبية كما هو متوقع. وكما في نزاعات الشرق الأوسط السابقة، كانت فرنسا غائبة بشكل واضح. وتمنت ألمانيا لو أوقفت كل هذا، كما استخدمت الصين الأزمة لانتقاد الولايات المتحدة والحديث عن نظام دولي بديل.

وعلى سوناك، غير المجرب في قرارات الحرب التحرك بحذر. وقراره الضغط على الزناد بدون مشاورة البرلمان يدعو للأسف. ولكنه مضطر لأن الولايات المتحدة هي التي تتحكم بالقرار.

 ويواجه بايدن قنبلة موقوتة قد تنفجر في انتخابات 2024. وجاء إلى البيت الأبيض بفكرة إنهاء الحروب الدائمة، وعانى من مذلة الخروج من أفغانستان، ولو تحول اليمن إلى حرب أبدية أخرى بثمن إنساني باهظ، فسيلومه الناخبون الذين يفكرون أكثر بالاقتصاد والتضخم أكثر من محنة الفلسطينيين وحرية الحركة في البحر الأحمر.

وسينظر العالم الإسلامي إلى أمريكا وبريطانيا الرافضتين وقف إطلاق النار على أنهما تقاتلان إلى جانب إسرائيل. وترى الصحيفة أن المخرج من المصيدة القاتلة هو وقف حمام الدم في غزة “وهو ما دعونا إليه في هذه المساحة، ويجب أن يكون نقطة البداية، لكنه سينزع بلا شك فتيل التوتر الإقليمي الذي حركته أمريكا وبريطانيا”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي