القدس العربي : «زارا» وأكفان الفلسطينيين: «القنابل الغبية» للرأسمالية!

2023-12-16

العالم كله يقف مع أطفال غزة (مواقع التواصل)قصف الجيش الإسرائيلي غزة، حسب تقرير لمكتب مدير الاستخبارات الأمريكية، بتسعة وعشرين ألف قذيفة جو – أرض، حوالى 45% منها هي من القذائف غير الموجهة المعروفة بـ»القنابل الغبية»، وهي مقذوفات أقل دقة من غيرها وتشكل خطرا كبيرا على المدنيين، ولا سيما في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة، وربما ساهم ذلك، حسب تحليل شبكة «سي إن إن» الأمريكية، في إيقاع هذا العدد الهائل من الضحايا المدنيين، وهو ما يقوّض مزاعم إسرائيل، كما قال خبراء، إنها تحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
كان هناك «قنابل غبية» تقوم باستباحة الفلسطينيين بطريقة فظيعة ولكن من طبيعة أخرى ليس عبر قتل المدنيين ولكن عبر نزع الآدمية عنهم وتحويلهم إلى ديكور في إعلانات تظهر فيها عارضات الأزياء محاطات بصور دمار وأكفان وجثث، وهو ما فعلته شركة «زارا».
أعلنت شركات غربية عديدة دعم العدوان الوحشي الإسرائيلي على الفلسطينيين، فأرسلت شركة منتجة لمساحيق غسل الملابس مغسلة إلى معسكر للجيش الإسرائيلي، وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي طرودا ووجبات سريعة مرسلة هدية من شركات أخرى مع عبارات تضامن مع الجنود الإسرائيليين، وكان بين الشركات والعلامات التجارية العالمية التي سارعت لإظهار دعمها للجيش الإسرائيلي مطاعم ماكدونالدز، و«بابا جونز»، و«برغر كنغ»، وشركة «كارفور» الفرنسية المالكة لسلسلة متاجر البقالة، ومقاهي «ستاربكس»، وشركات أدوية ومنظفات.
اعتبر الملايين من المناهضين للاستعمار الاستيطاني، والاحتلال، والحرب على المدنيين، والفلسطينيون ومن في حكمهم من عرب ومسلمين، ما تقوم به الشركات الآنفة من إعلان الدعم الصريح للعدوان مشاركة فعالة ومؤثرة ومؤذية على الصعد الأخلاقية والنفسية والاقتصادية، وهو ما أدى إلى ارتفاع دعوات المقاطعة الاقتصادية لتلك الشركات.
كان واضحا إصرار بعض الشركات على غيّها، عبر معاقبة المحتجين على سياساتها، كما فعلت شركة ستاربكس التي شرعت في إجراءات قانونية ضد اتحاد عمال المجموعة لمجرد إصدارهم تغريدة عبّروا فيها عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى إضرابات وأجج حملة مقاطعة الشركة ومنتجاتها، وكان لافتا أن تخسر الشركة أكثر من 10 مليارات دولار نتيجة تراجع قيمة سهمها عالميا، كما أدت عمليات المقاطعة العربية لبعض تلك الشركات إلى خسائر لشركتي ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي فرايد تشيكن في مصر والأردن والمغرب والكويت.
بعد الضجة الكبيرة التي نتجت عن حملة التسويق البشعة لشركة زارا أصدرت إدارتها بيانا عبرت فيه عن أسفها «لسوء الفهم» الذي أثارته الحملة وقامت بحذف الصور التي تستلم فكرة الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء، وهو أمر يعبّر عن فاعلية الحملة ضدها. كان مهما، ضمن هذا السياق، إعلان شركة «بوما» الألمانية للألبسة الرياضية أنها ستنهي رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم، وذلك بعد إطلاق أنصار الفلسطينيين دعوات لمقاطعتها.
كما فعلت الإدارة الأمريكية في تزويد إسرائيل بالقنابل التي تقتل الفلسطينيين، فقد حاول نواب في الكونغرس الأمريكي استكمال حملة «القنابل الغبية» للشركات الرأسمالية المناصرة للعدوان، فقد صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي لصالح مشروع قانون من شأنه توسيع قوانين مكافحة المقاطعة الحالية في الولايات المتحدة ورفعته إلى الكونغرس لإقراره.
يكشف مشروع القانون، من جهة، الأثر الذي تركته حملات المقاطعة على تلك الشركات، ويظهر، من جهة أخرى، أن مشاريع قوانين مكافحة المقاطعة هي أحد أشكال الشراكة الوحشية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وكلاهما، بهذا المعنى، مشتركان في جرائم الحرب الممارسة ضد الفلسطينيين.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي