الصين تطالب الفيليبين بسحب سفينة متوقفة في المياه المتنازع عليها

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-08

سفينة "بي ار بي سييرا مادري" اوقفت عمدا في اواخر التسعينيات لمعرفة مدى تقدم الصين في المياه المتنازع عليها (ا ف ب)

بكين - حضت الصين اليوم الثلاثاء الفيليبين على سحب سفينة معطلة أوقفتها عمدا قبل عقدين في جزيرة مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي الذي كان مصدر توتر في الأيام الماضية.

تتنازع الدولتان، وكذلك فيتنام وبروناي وماليزيا، السيادة على الكثير من الجزر والشعاب المرجانية في أرخبيل سبراتلي. وتطالب بكين بالسيادة الكاملة عليها، وتسيطر الدول المطلة عليها على قسم منها.

تتهم الفيليبين خفر السواحل الصينيين بإطلاق خراطيم المياه في نهاية هذا الأسبوع على السفن الفيليبينية التي كانت تنقل عتادا لطواقمها العسكرية المنتشرة في الجزيرة سيكند توماس الخاضعة لسيطرة مانيلا.

في 1999، أوقفت الفيليبين عمدا السفينة العسكرية "بي ار بي سييرا مادري" في الجزيرة المرجانية بهدف جعلها موقعا متقدما وتأكيد مطالبها بالسيادة عليها في مواجهة الصين.

منذ ذلك الحين تشكل السفينة مصدر توتر بين بكين ومانيلا. يعتمد مشاة البحرية الفيليبينية على متنها، على مهمات الإمداد للاستمرار.

اتهمت الفيليبين خفر السواحل الصينيين بانتهاك القانون الدولي من خلال منع مهمة الإمداد الأخيرة واستخدام خراطيم المياه. وفشل أحد القوارب المستأجرة في الوصول إلى الجزيرة المرجانية.

- "احتلال دائم" -

وردّت بكين التي تطالب بالسيادة على غالبية مساحة بحر الصين الجنوبي، بأنها اتخذت "الضوابط الضرورية" ضد سفن دخلت مياهها بشكل "غير قانوني".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان "قدمت الفيليبين في مناسبات عدة التزاما واضحا بإزالة هذه السفينة العسكرية عبر سحبها".

وأضاف "لكن مرت 24 سنة. ليس فقط لم تقم الفيليبين بإزالتها انما تحاول أيضا إصلاحها وتدعيمها على نطاق واسع من أجل تكريس احتلالها الدائم لريناي"، التسمية الصينية للشعاب المرجانية.

تؤكد بكين أنها تبحث منذ فترة طويلة مسألة السفينة عبر القنوات الدبلوماسية مع مانيلا لكن السلطات الفيليبينية تظهر سوء نية عبر مواصلة تعزيز السفينة وهو "ما يتعارض مع القانون الدولي".

وأضاف الناطق الصيني أن "الصين تحض الفيليبين مرة أخرى على سحب هذه السفينة الحربية فورا والعودة الى الوضع (السابق) حيث لم يكن أي شخص ولا أي منشأة متواجدين في الشعاب المرجانية".

- حادث عام 2021 -

وتقول مانيلا إن سفنها التي تقوم بدوريات في هذه المياه المتنازع عليها تخضع بانتظام لمراقبة أو اعتراض من قبل خفر السواحل أو سفن تابعة للبحرية الصينية.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الفيليبيني جوناثان مالايا امس الاثنين (2023-8-7) "لن نتخلى أبدا عن جزيرة ايونغين، نحن متمسكون بها" مستخدما الإسم الفيليبيني لجزيرة سيكند توماس.

كان حادث السبت الأول منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021، عندما استهدفت الصين سفنا تنقل إمدادات لعسكريين فيليبينيين بخراطيم مياه.

وجزيرة سيكند توماس المرجانية تقع في جزر سبراتلي المتنازع عليها بين البلدين. وتبعد حوالى 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان الفيلبينية وأكثر من ألف كيلومتر من جزيرة هاينان، أقرب الأراضي الصينية.

وتطالب بكين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي وقد تجاهلت قرارا صادرا عن محكمة دولية العام 2016 ينص على أن لا أساس قانونيا لمطالباتها هذه.

ووجهت الفيليبين منذ العام 2020، أكثر من 400 مذكرة احتجاج دبلوماسي الى الصين على خلفية "نشاطات غير قانونية" في بحر الصين الجنوبي، وفق ما أكدت وزارة الخارجية في مانيلا.

وعرفت العلاقات بين الفيليبين والصين سلسلة من النزاعات البحرية في منطقة بحر الصين الجنوبي.

وتفادى الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي إثارة غضب بكين في هذا المجال، واعتمد مقاربة حذرة في ظل رغبته بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وجذب استثماراتها لبلاده.

لكن منذ توليه الرئاسة في حزيران/يونيو العام الماضي، أكد ماركوس أنه لن يسمح للصين بالتعدي على حقوق الفيليبين، ويشهد عهده تقاربا مع الولايات المتحدة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي