ماجدة أيت لكتاوي تقتفي «أثر الفراشة» بقصص السرد الصحافي

2023-08-03

الطاهر الطويل

بعد ديوان «بوح صغير» الذي يضم العديد من القصائد الشعرية والنثرية التي يعود بعضها إلى مرحلة الدراسة في الثانوية والجامعة، أصدرت الكاتبة والإعلامية المغربية ماجدة أيت لكتاوي كتابا بعنوان «أثر الفراشة» يجمع بين دفّتيه مجموعة منتقاة من قصص السرد الصحافي أو «الفيتشر ستوري» هذا الجنس الصحافي المعروف أكثر في المدرسة الأنكلوسكسونية، والمعتمِد على القصص الإنسانية الملهمة والمؤلمة والسرد الصحافي، دون التخلي عن جدية الممارسة الصحافية وتحري الدِّقة والتدقيق في المعطيات.

ترى الكاتبة أيت لكتاوي أن فعل الكتابة ليس محصورا على الصحافيات والصحافيين، أو استثناء لغيرهم، «وإن كنت أجد أن المنتمين لمجتمع الصحافة الأقرب إلى التأليف والكتابة بالنظر إلى احتكاكهم اليومي بالكتابة الصحافية ومعالجة الأخبار وتحليلها، وصِيغ تقارير وكتابة ريبورتاجات وتحقيقات وغيرها، فمن بين شروط الاحتراف في هذه المهنة امتلاك ناصية اللغة والإلمام بها والتمكن من خيوطها وحُسن التعبير بها» مثلما أوضحت في حديث صحافي نشر في موقع «الأيام 24».

بالنسبة لها، كما تضيف، «الكتابة واحة هادئة وسط محيط الحياة الهائج أركُن إليها وأجد فيها سلامي النفسي وأمارس على أرضها شغفي، الكتابة طريقة أخرى للتعبير عن النفس».

تحكي قصتها مع الكتابة ومهنة المتاعب قائلة: «بعد أن غادرت جريدة هسبريس الإلكترونية التي أعتبر نفسي خِرِّيجتها، وهي المدرسة التي احتضنتني خلال تجربة غنية واحترافية استمرت خمس سنوات، تُوِّجَت بفوزي بالجائزة الكبرى للصحافة، صنف الصحافة الإلكترونية عام 2017، مُقترنة بفخر عظيم بأن أكون أول صحافية مغربية تحوز الجائزة في هذا الصنف، صارت التحديات أكبر وأصبح التشريف تكليفا استشعرتُ جَسامته وجِدّيته». وتابعت قائلة «كانت محطتي التالية الانفتاح على تجارب بالصحافة الدولية، اشتغلت وتعلمت خلالها على يد صحافيين أكفاء في منابر معروفة ومحترمة، ولم يعد التعامل مع الخبر ومعالجته وتحليله وشرحه المهمة الوحيدة، بل بات من الضروري فتح نوافذ أكثر رحابة وإبداعا، عبر سرد قصص صحافية إنسانية ملهمة وكذلك مؤلمة، وتسليط الضوء على المجتمع المغربي وقضاياه وثقافته وعاداته، ونقلها صوب الضِّفاف الأخرى بطريقة سلسة وممتعة وأكثر شَدّا للانتباه». وتقول ماجدة أيت لكتاوي أيضا «لطالما أخبرتني زميلة سورية، وهي تطَّلع على ريبورتاجاتي وقصص السرد الصحافي، أو الفيتشرز ستوري التي أُنجِز، أن المملكة المغربية أرض خصبة وغنّاء ما يزال الآخرون، المشارقة منهم على الخصوص، لم يكتشفوا ما تزخر به ولم يلمسوا حقيقة غنى ثقافتها وتنوعها وروعتها. كما أكد زملاء مصريون وفلسطينيون مرارا أن الصحافيين والصحافيات المغاربة من الأجود والأكفأ على مستوى العالم العربي، وأن لغتهم العربية متقَنَة وراقية بشكل لا يقارَن مع سوء الفهم الكبير الحاصل مع اللهجة العامية «الدارجة» العصيَّة على الفهم، وفق تقديرهم طبعا».

وأضافت «ولأن اللَّبِنة بعد الأخرى يُقِمْن الجِدار، وعقب العشرات من القصص الصحافية والريبورتاجات المنشورة على منابر مغربية ودولية مرموقة، من بينها جريدة «هسبريس» الإلكترونية، وموقع «الجزيرة نت» وموقع «عربي بوست» و DWبالعربية (دويتشه فيله) وصحيفة «القدس العربي» وموقع «tiny hand» (يد صغيرة) المتخصص في صحافة الطفل وغيرها، اخترت باقة مُنتقاة، أتمنى أن تنال استحسان قراء كتابي الجديد».








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي