"مرعية لا حليفة".. هل كان تصريح واشنطن بمنع إرساليات الأسلحة منسقاً مع إسرائيل؟
2024-05-10
كتابات عبرية
كتابات عبرية

من يستمع لتصريحات نتنياهو ووزرائه حول الدخول إلى رفح، يأخذ انطباعاً بأنها معقل حماس الأخير. لكن بالتوازي من يستمع لكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية يدرك أن الولايات المتحدة تتحكم وتقر للحكومة ما تفعله.

في ذروة المفاوضات لإعادة المخطوفين الإسرائيليين إلى بيوتهم، وقبل ساعة من إعطاء حماس جوابها على المقترح المصري، والذي تبين كإيجابي، صدر أمر من المستوى السياسي لدخول إسرائيلي إلى رفح. المخاطر جد واضحة، والثمن معروف منذ بضعة أشهر، حتى بدون الدخول إلى رفح تجبى كل يوم حياة ضحايا كثيرين – نعم، ضحايا فلسطينيين، أطفال ونساء وشيوخ.

من هنا، فإن أمر المستوى السياسي فاسد، وينبع أساساً من رغبة في تمديد الحرب لاعتبارات البقاء السياسي من جهة، وبالمقابل، لإرضاء الشركاء الائتلافيين، الذين يهددون رئيس الوزراء ويفهم من تصريحاتهم وأقوالهم بأنهم يوبخونه أيضاً مثلما في تصريح الوزير بن غفير بعد لقائه مع رئيس الوزراء: “أوضحت وحذرت ألا يتوقف القتال”.

الجمهور الإسرائيلي لا يعرف ما هو أساس النشاط في رفح ومحيطها، ولا مدى تعقيده وخطورته والذي قد يجبي ثمناً باهظاً. يكفي العودة إلى الفترة التي تحكمت فيها إسرائيل بقطاع غزة لنفهم خطورة ذلك.

الآن، حين تكون إسرائيل مستنزفة من الحرب ولا نصر في الأفق، ثمة من يدفع بتجديد احتلال رفح، ما قد يعرض العلاقات مع مصر للخطر. وعليه، فإن تصريحات المستوى السياسي ينبغي فحصها بزجاجة تكبير.

منذ بداية الحرب، وُعد الإسرائيليون بتقويض حكم حماس ولم يحصل، ووعدوا بتحرير المخطوفين ولم يحصل. وهذا الأسبوع وعدوا بأن تؤدي عملية رفح إلى تحرير المخطوفين – ولن يحصل.

الانطباع الذي يؤخذ من النشاط في رفح، وبخاصة رفع أعلام إسرائيل في كل زاوية، هو أن العملية استهدفت أساساً بث صورة نصر، أكثر من هزيمة حماس أو تحرير المخطوفين.

إسرائيل ليست دولة مستقلة، هي مرعية للولايات المتحدة أكثر منها حليفة، وإلا كيف ي نشرح التنسيق وتلقي الأذون إزاء كل عمل من الإدارة الأمريكية. وحتى الخلاف وتأخير إرسالية السلاح من الولايات المتحدة لإسرائيل منسقان ويستهدفان خدمة المصالح الأمريكية حيال العالم العربي وأساساً السعودية. وبالمقابل، منح رئيس الوزراء ممارسة الضغط على وزراء حكومته لإنهاء العملية في رفح، وربما حتى الحرب.

من اللحظة التي يعلن فيها عن إنهاء الحرب في إسرائيل ستبدأ حروب أخرى: على مستقبل قسم من القيادة – وبخاصة على مستقبل إسرائيل، التي تقترب من دولة ثنائية القومية في العقدين الأخيرين أو من دولة يهودية تحكم نحو 6 مليون فلسطيني.

 

جلال البنا

 إسرائيل اليوم 9/5/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • للإسرائيليين: الفلسطينيون شعب لا يتكيف مع الاحتلال  
  • "تجنيد الحريديم".. بين مناورات نتنياهو والمانع القانوني ورفض غالانت وتراجع غانتس لأن "الزمن تغير"  
  • إلى أي مدى تبرز تصريحات غالانت خط الانكسار داخل قيادة إسرائيل؟  






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي